لقد عشت حياتي على مر سنين طوال جدا بطولها وعرضها وكأني لم أحيا يوم واحد سعادة لأن ما عشته من معاناة ومرارة في حياتي من الكثير جدا بحيث نسيت اني لابد إن عشت فترات سعادة خلال سنين عمري واليكم قصتي :
كنت طالبة في الجامعة منذ سنة 1985 وعشت قصة حب عنيفة جدا مع طالب ماجستير في ذلك الوقت فأنا كنت أدرس في جامعة الموصل في العراق وهو مصلاوي . يعني من غير ملة فانا من غير محافظة وكنت أسكن في قسم داخلي وكان يحبني فعلا ويرعاني بسبب غربتي وكنت اعتبره سندي ووجوده معي كان يعطيني القوة وعدم الشعور بالغربة وعشت معه حب وسعداة طوال سنوات الدراسة وحتى اصدقاءه من اهل الموصل كانوا يهتمون بي وباحتياجاتي عند غيابه بناءا على توصية منه، ولكن آه وألف آه فقد جاءت أيام التخرج وأخذني بيده لألتقط صورة التخرج في الاستديو وما كنت أظن أن هذا اخر يوم يأخذي بيده فقد تخرجت ورجعت الى أهلي وأصبح اللقاء بيننا صعب كما لم تكن هناك موبايلات في ذلك الوقت كما تعلمون الى أن جاءت النتائج وذهبت أنا وأمي رحمها الله الى الموصل لاستلام النتيجة واستقبلنا هو كزميل لي كما أفهمت والدتي ولو لا العيب والخوف من أمي لكنت رميت نفسي في أحضانه وبكيت ولكني تمالكت نفسي وكانت النتيجة بأني ناجحة ولكني بعد هذه السنين كلها أقول لنفسي لم لم أتخاذل حتى أدرس في الدور الثاني لأراه في العطلة؟ آه فعلا كنت غبية لأني أكره الفشل بينما الفشل كان ليقربني من حبيبي.وبعد استلام النتتيجة رجعنا انا ووالدتي الى محافظتي وهو يمشي وراءنا بسيارته الى أن خرجنا خارج حدود الموصل حينها لوح بيده واختفى واختفت معه الدنيا كلها بجمالها وحلوها وآمالها واحلامها وانطفأت حياتي من بعده .لقد ودعنا بعضنا بالدموع ولكن دموعي لم تنقطع لحظة واحدة طول الطريق حتى الفتيات اللاتي كن يجلسن بقربي يسألنني ما بك يا فتاة فتزداد دموعي انهماراً وكنت أحمد ربي أن أمي لم تكن تجلس بقربي في السيارة .
وعشت في بيت أهلي منعزلة ومنقطعة عن الدنيا لأني انحرمت حتى أن اتصل به واسمع صوته فلم يكن في منطقتنا هاتف ارضي في ذلك الوقت وكنت فاقدة للوعي بالدنيا تماما وانقطعت عن الطعام لأنه كان الحياة بالنسبة لي، عشت معه أجمل أيام وكنت أتباهى به فكل الطالبات يتمنونه لأنه كان من أهل الموصل من عائلة راقية وكان ماجستير والماجستير في ذلك الوقت شئ كبير ليس مثل هذا الوقت فكل من هب ودب صار ماجستير.
الى أن ذهبت الى بيت صديقة لي متوسلة بها أن تأتي الى أمي وأخي وتطلب منهم أن نذهب الى الموصل للجامعة بحجة دبرناها معاً وأستغرب انهم وافقوا والتقيت به . وتصوروا كيف كان اللقاء بعد الفراق وفقدان الأمل / تصورا كيف كانت دموعه ودموعي والناس تنظر الينا وأصدقاءه يبكون معنا . وهاأنا أبكي الان وأنا أكتب بعد مرور أكثر من 20 سنة على هذه القصة لأني أتخيل الموقف وتحركت بداخلي الالام من جديد ورغم أنني الان أم لثلاث أبناء الكبيرة متزوجة وطالبة في المرحلة الرابعة في كلية الهندسة والصغيرة طالبة جامعية ايضا في المرحلة الثانية والولد طالب في السادس العلمي السنة المقبلة انشاءالله، والزوج لم يعد زوجي بل متزوج من أخرى وتركني بسبب ضعف شخصيته مع اهله رغم اني والله وبكل المقدسات صنته واحترمته بل واحببته والله رغم قصة الحب القديمة قبله .المهم هذا ليس موضوعنا الان . أعود الى قصة الأمس بعد لقاءنا الغارق بالدموع عدنا للوداع من جديد ورجعت الى محافظتي منهارة وبعد مرور أيام لاحظت والدتي حالتي وحتى إمرأة جارة وصديقة وكنت أحبها لأنها مصلاوية أيضا مثل حبيب الأمس فقالت لوالدتي خذي ابنتك الى طبيب نفسي لأني أصبت بانهيار عصبي أصرخ وأبكي .وفعلا ذهبت الى الطبيب ولكن ماذا يفعل الطبيب النفسي في العراق؟ ههههههه. غير النصائح والأبر المهدئة.وأخذتني والدتي رحمها الله الى أخواتي متزوجات في محافظة أخرى لتغيير الأجواء عندي.وفعلا بدأت أرتاح رويدا رويدا لأني التجأت الى الله وأهل البيت ليساعدوني على ما ابتليت به من ألم ولكن المشكلة في العرسان فانا لم أكن أريد الزواج بعد التخرج مباشرة لأني كنت أريد أن أنسى وأريد التعيين بوظيفة ولكن لم يتركوني بحالي لأني كنت جميلة .ههههه صدقوني جميلة فعلا ومحبوبة والا ما كان اختارني انا من دون الطالبات ليحبني وهو ابن عائلة راقية وماجستير في ذلك الحين.المهم وقد كانت الخطوبة والزواج من شاب وسيم جدا وضابط في الجيش في العهد البائد. وللحديث بقية .انتظروني اكمل لكم قصتي في وقت اخر لأني تعبت من الكتابة .واعلموا انني الان موظفة في الجامعة وفي وقت فراغي أثناء الدوام اكتب لكم .
مع تحياتي واحترامي