صورة المعوقين في الأدب العربي الحديث:
عني أدباء العربية في العصر الحديث بتجسيد صور شتى لمن لازمتهم عاهة من العاهات، فحرمتهم نعمة من نعم الله تعالى التي لا تحصى، وقد تعددت صور هذا التناول الفني من ناحية تعدد صور العاهات ، وحالات المعوقين ، كما تعددت من ناحية تعدد الأجناس الأدبية، فوجدنا في القصيدة الغنائية الشاعر العربي يصور هذا الجانب الإنساني متغلغلا في أعماق النفس البشرية، لامسا بريشته الشاعرة جوانب هذا الإنسان وما يختلج في نفسه، وتجاوب الشاعر معه وإحساسه العميق به .
كما وجدنا في الفن القصصي نماذج بشرية للأعمى و الأعور، و الكسيح والمشلول،إلى آخر ما هنالك من صور حرص الكاتب في تصويرها على مخاطبة إنسانية الإنسان، وإيجاد نوع من التفاعل العاطفي بيننا وبين من كانت هذه حالهم.بل ربما أتاح الكاتب القصصي لنفسه فرصة توجيه النقد والنصيحة للمجتمع ليصنع شيئا ما نحو هؤلاء البشر.
بل ربما جعل الشاعر من العلة التي تصيبه فتعوقه عن الحركة الطبيعية وسيلة للتعبير عن الداء والعلة ، وفي قصيدة المساء لخليل مطران ما يحسن اتخاذه مدخلا لذلك؛ إذ يصور تحكم العلة في صاحبها ومضاعفتها من شقوته فيبث شكواه، ويرحل للاستشفاء فتستبد به الآلام....فيقول:
داء ألم حسبت فيه شفائي من صبوتي فتضاعفت برحائي
يا للضعيفين استبدا بي وما في الظلم مثل تحكم الضعفـاء
قلب أذابته الصبابة والجوى وغـلالـة رثــت مـن الأدواء
ثم يقول:
عبثت طوافي في البلاد وعـلة في علــة منفاي لا استشفائي
متفـــرد بصـبابتي متفــرد بكآبتي، مـــتفرد بعـــــنائــــي
يتبع......./.........