الـــــــــمـــــــــــوسيقـــــــــية العـــــــــــميـــــــــاء:
.....و يمضي بنا الشاعر العربي فينتقل إلى من يراه أمام عينيه أعاقته عاهة عن ممارسة حياة كحياة سائر البشر، وها نحن نجد الشاعر علي محمود طه يصور لنا موسيقية عمياء في قصيدة سماها بهذا الإسم ، وفيها نجد صدق المشاركة الوجدانية من شاعر مرهف فيصورها زهرة تبكي بكاءصامتا بلا دموع، ويصور جفنيها قد ظمئتا لأنداء الصباح وللنور، ويصرح بإحساسها بجرح الألم، ألم الحرمان ، ويوجهها إلى أن تتعرف على جمال الكون باللمس تعويضا عن الإبصار، ويغني لها شعره، فكأنها باللمس والسمع مستعيضة عن الإبصار.
كان الشاعر علي محمود طه يتردد على أحد المطاعم بالقاهرة الشهيرة بموسيقاها شتاء عام 1935 م، وكانت تترأس الفرقة الموسيقية بالمطعم حسناء تعزف على القيثار، وكانت على جانب من الرقة والجمال فلا يخيل لمن يراها أن القدر أصابها في عينيها و حرمها نعمة الإبصار، فلما وقف الشاعر على حقيقة حالها أوحى إليه جمالهاالجريح بقصيدة الموسيقية العمياء، وفيها يقول:
إذا مــــا طـــــاف بـــــالأرض
شعــــاع الكـــــوكب الفــــضي
إذا مــــا أنــت الــريح (أنين)
و جـــاش البـــرق بالـــــومض
إذا مــــــا فتـــــح الفــــــــــجر
عيــــــونه النــــرجس الغـــض
بكـــــــــيت لزهرة تبـــكـــــــي
بدمــــــــع غيـــــــــر مرفــض
علـــــى جــفنــيــــن ظــمآنـــيـ
ـــــن للأنــــداء والــــصبــــــح
أري الأقدار يا حسناء مثوى جرحك الدامي
أريها موضع السهـــم الذي سدده الــــرامي
أنيلي مشرق الإصباح هذا الكوكب الظامــي
دعـــيه يرشف الأنوار من ينبـــوعها السامي
سلــــي القيثارة بين يديك أي ملاحــن غنـــى
...../....يتبع
والقصيدة ما تزال طويلة ،اخترت منها هذه الكلمات فقط.ذللك أن الكثير لا يوافقه على بعض الألفاظ.