بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يوغرطة بطل المقاومة الامازيغيةيوغرطة من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية الذين وقفوا في وجه الحكومة الرومانية.
كلمة يوغرطة أو يوگرتن أو يوجيرتن jugurtha في المعجم الأمازيغي أكبر القوم سنا، وقد تعني أيضا الملك أو كبير الأسرة أو القوم أو العشيرة أو القبيلة أو الجد الأكبر أو الرجل الكبير المحترم.
ولد يوغرطة المازيلي بنوميديا سنة 118 قبل الميلاد ، وهو سليل أسرة ماسينيسا الحاكمة، ومن ملوك قبائل نوميديا، تولى الحكم بعد وفاة ميسبسا(148-118قبل الميلاد) الذي وسّع التجارة الداخلية والخارجية بين مملكة نوميديا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط .
قام يوغرطة بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وإدارية وعسكرية من أجل بناء مملكة أمازيغية قوية على غرار السياسة الإصلاحية التي قام بها عمه ماسينيسا. وفعلا، استطاعت قوات يوغرطة أن تقف في وجه ثلاثة قواد رومانيين كبار أرسلتهم المشيخة الرومانية للقضاء على ثورة يوغرطة النوميدية، وهم: ميتيلوس وماريوس وسيلاّ.
وحّد القبائل الأمازيغية، ونظم جيشا عتيدا، وقام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وعسكرية. وكل هذا من أجل توسيع نفوذ مملكته قصد الاستعداد لمجابهة القوات الرومانية وأسوار خط الليمس المنيعة. ولكنه في الأخير وقع أسيرا في أيدي الرومان بسبب خيانة بوكوس الأول ويوبا الثاني .
[تحرير] مواجهة روما
بعد ثلاث سنوات من تبنيه يوغرطة، مات مكيبسا. قام يوغرطة عندها بقتل أخيه حفصبعل بسبب خلاف بينهما، لشعوره بالإهانة من طرفه (عيّره بنسبه)، فواجهه عزربعل و أشتكاه عند السناتوس الروماني. قام بعدها وفد من مجلس الشيوخ و تحت رشاوي يوغرطة بتقسيم المملكة من جديد بين الإثنين، آخذا الجزء الغربي و الأغنى من نوميديا.
لم يتوقف، واثقا من دعم الشيوخ، هاجم و قتل أخاه الثاني عند سيرتا.
كانت هنالك حامية رومانية في المدينة، و مجموعة من التجار الرومان، قتلوا أثناء هذه الغزوة، فاستشاط العامة في روما القديمة و طلبوا رقبته، لتعلن روما حربا عليه قائمة، مرسلة القنصل الروماني باستيا كالبورنيوس ضده.
هذا الأخير تعامل معه بسخاء، نتيجة رشوته مجددا، لكن العامة الماقتة للمشيخة و الشكاكة في الصلح، طلبت من يوغرطة القدوم لمساءلته، فتوجه للدفاع عن نفسه، لكنه بعنفه ارتكب جريمة أخرى و في عقر روما، أين قتل قائده بوميلكار أحد أقاربه المخولين لتولي الحكم في نوميديا، حينها لم يبقى خيار كبير للمشيخة المرتشية.
تم نفيه لتعود الحرب من جديد، قاوم يوغرطة الجنرالات المتتالية، مستغلا نصره على ألبينوس أولوس، أظهر نيّة السلام، و كاد يبيد ميتيلوس النوميدي في موقعة المثول.
روما المنكسرة، و بمعارضة العامة لفشل جنرالاتها طلبت القصاص من الشيوخ المرتشية، إلا أن ميميوس أحد محامي العامة هدأها و طلب انتخاب قنصل جديد، ماريوس غايوس المائل لعامة الشعب في 107. رغم هذا واصل يوغرطة إحراز نجاحات بحرب العصابات ممددا الحرب و منهكا موارد الرومان.
كان يوغرطة يسعى لدعم بوخوس الأول ملك موريطانيا القديمة حماه (أبو زوجته) (سانده أول الأمر)، لكن الأخير و بتأثير من خازن (قسطور) ماريوس غايوس ، سولا، شبك الملك النوميدي، في غدر، مرسله بعدها لروما في 105.
كان المخول لحكم نوميديا، تحت رعاية ماريوس، غودا الواهن ذهنيا و جسديا، الإبن الشرعي لماستانابال.
[تحرير] نهاية يوغرطة
طيف بيوغرطة واثنين من ولديه في موكب نصر غايوس ماريوس، قطع الحراس أذنيه لأخذ حلقات الذهب المعلقة، مقاوما 7 أيام، مات النوميدي أخيرا في زنزانته سنة 104.
دامت حرب يوغرطة 7 سنوات تقريبا.