بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرية النمو المعرفي لبياجيه Piaget : يمكن القول إنّ هذه النظريّة تستمدّ أهمّيّتها من محاولتها تفسير عمليّة التعلّم استناداً إلى الخصائص العقليّة التي يمتاز بها الفرد في كلّ مرحلة من مراحل النموّ العقليّ التي يمرّ بها التي توصّل إليها بياجيه بعد بذله جهوداً كبيرة , وإجرائه تجارب مستفيضة على الإنسان , وقد توصّل بياجيه إلى أنّ الإنسان يمرّ في أثناء نموّه العقليّ بالمراحل الآتية :
1- المرحلة الحسّيّة الحركيّة , وتمتدّ هذه المرحلة على مدى السنتين الأوليين من حياة الإنسان , حيث يكتسب الفرد فيهما من خلال الحركة والنشاط والمحاكاة كثيراً من المهارات الحركيّة كالزحف والحبو وانتهاء بالمشي مع نهاية السنة الأولى , وبداية السنة الثانية , والمهارات العقليّة , والخبرات الجديدة , كالقدرة على التواصل اللغويّ والعاطفيّ , وتسمية الأشياء , والتعبير عن الحاجات .
2- مرحلة ما قبل العمليّات , وتمتدّ على مدى السنوات من الثالثة إلى السابعة , وتمتاز هذه المرحلة بالنموّ اللغويّ الكبير , والنموّ العقليّ , والقدرة على تكوين مفاهيم وصور عقليّة للأشياء المحيطة , اعتماداً على الإدراك الحسّيّ للأشياء , والاحتكاك المباشر معها .
3- مرحلة العمليّات الحسيّة , وتبدأ مع نهاية السابعة وحتّى الحادية عشرة , وتمتاز هذه المرحلة بالتطوّر العقليّ الهائل , حيث يصبح بمقدور الطفل تصنيف الأشياء حسب خصائصها , وعقد المقارنات لإظهار أوجه التوافق والاختلاف , وإجراء العمليّات الرياضيّة , وترتيب الأشياء وفق خصيصة معيّنة , كالأحجام والمساحات , والقيم العدديّة ...إلخ .
4- مرحلة العمليّات المجرّدة , وتمتد هذه المرحلة مع نهاية السنة الحادية عشرة وحتّى السنة الخامسة عشرة , حيث يصل تطوّر القدرات العقليّة والنشاط الذهنيّ إلى ذروته , ويصبح بمقدور الطفل في هذه المرحلة , توقّع النتائج بناء على المقدّمات , وتقديم الفروض لمشكلة معيّنة , ووضع الحلول والبدائل المناسبة , وضبط متغيّرات التجارب , كما تمتاز هذه المرحلة بظهور التفكير العلميّ والناقد والابتكاريّ , وتطوّره , والقدرة على التحليل والنقد وإصدار الأحكام على الأشياء .
استثمار هذه النظريّة ومبادئها في تخطيط المنهج وتنفيذه :
1- إفادة مخطّطي المناهج من هذه النظريّة في تقديم المحتوى المناسب لتلاميذ كلّ مرحلة بما يوائم خصائصهم العقليّة في هذه المرحلة .
2- الاهتمام بتطوير موضوعات المنهج بحيث تنمّي في المتعلّم وبشكل تدريجيّ القدرة على التصنيف والتعميم والتجريد , والقدرة على التحليل والنقد وعقد المقارنات , وكشف العيوب , وتحديد الإيجابيّات , والتنبّؤ , واتّخاذ القرارات المناسبة بناء على المعطيات المتاحة . 3- وينطبق ما تقدّم على ما يمكن أن يفيد منه المدرسّون ( مطبّقو المنهج ) , حيث يمكن اختيار الأسئلة والنشاطات والتعيينات البيتيّة , وكذلك اختيار الطرائق التي تناسب الخصائص العقليّة للأفراد في كلّ مرحلة عقليّة يمرّون بها , بحيث يمكن تنمية القدرات المهارات العقليّة واللغويّة والحركيّة للمتعلّمين .
ثالثاًً – مبادئ التعلّم والمنهج :
أعدّ كل من هيلجارد Hilgard وباورBower قائمة بالمبادئ التي يقوم عليها التعلّم الناجح , والتي استخلصت من مختلف نظريّات التعلّم , وأتت منسجمة مع آراء كثير من علماء النفس التربويّ , ويمكن استثمارها في ميدان المناهج إعداداً وتخطيطاً وتنفيذاً , حيث يمكن للمناهج العمل على :
1- إيجابيّة المتعلّم وفاعليّته في العمليّة التعليميّة التعلّميّة .
2- الاهتمام بالتمرين المتقطّع عند اكتساب المهارات ( اللغات , الآلة الكاتبة ) .
3- التكرار مع تعزيز الاستجابات الصحيحة .
4- أهميّة وجود الدافع في أثناء التعلّم .
5- تحديد مواطن القلق والإحباط لدى المتعلّم لتلافيها وتجاوزها .
6- تقديم مشكلات التعلّم بصورة يدرك فيها المتعلّم بنيتها وعناصرها وعلاقة هذه العناصر فيما بينها .
7- لتنظيم محتوى المادّة أثر كبير في تعلّمها , ولذا لابدّ من إيلاء هذا التنظيم ما يستحقّه من قبل واضعي المناهج .
8- التركيز على الاستيعاب والفهم لا على الحفظ والاستظهار .
9- معرفة المتعلّم بأهداف التعلّم يشكّل حافزاً للإنجاز والتحصيل .
10- مراعاة الفروق الفرديّة بين المتعلّمين .
11- معرفة ظروف المتعلّم المحيطة , وخبراته السابقة أمر يساعد على توفير فرص أفضل لتعلّمه .
12- تعرّف المتعلّم , وتوفير أجواء مساعدة على تعلّمه , فمن المتعلّمين من يتعلّم أفضل في أجواء القلق والمنافسة , ومنهم من لا تناسبه مثل هذه الأجواء .
13- تنظيم دوافع التعلّم من العوامل المؤثّرة إيجاباً في حدوث التعلّم .
14- الجو الاجتماعي وما يشتمل عليه من تنافس , وتعاون , وديمقراطيّة يشعر بالرضا في أثناء التعلّم , وتؤثّر إيجاباً في نتائجه .